وثيقة المدينة

تعتبر وثيقة المدينة من أهم الوثائق التي عقدها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، وذلك بعد أن هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وذلك لنشر السلام في المدينة المنورة. 

وثيقة المدينة

وثيقة المدينة هي الدستور الأول الذي قام به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقام بها بتحديد العلاقات التي تربط جميع الأديان معًا، الإسلام، والنصرانية، واليهودية، والتي تتضمن بيان الالتزامات التي تقع على سكان المدينة المنورة، والمسؤوليات المتوقعة منهم، والتي تهدف إلى تنظيم أمور المدينة المنورة والحد من النزاعات التي يمكن أن تحصل بين أبناء المدينة بسبب اختلاف الأديان.

بنود وثيقة المدينة 

تتضمن وثيقة المدينة البنود التالية:

  • جميع المسملين من مختلف الأجناس والقبائل يعتبرون أمّة إسلامية واحدة دون الناس، ويعرفون أنهم يد واحدة يفدون عانيهم.
  • المؤمنين لا يتركون مدينًا كثير العيال يعطونه فدية، وجميع المؤمنين يد واحدة ضد أي ظلم أو عدوان.
  • لا يقتل المؤمن أخاه المؤمن في كافر، ولا ينصر كافر على مؤمن، وينصر ويجبر المظلوم وأخاه المسلم.
  • المؤمن هو من صدّق وثيقة المدينة، وآمن في اليوم الآخر لا ينصر محدث، ولا يؤوي محدث؛ حتى لا يحل عليه لعنة وغضب الله تعالى يوم القيامة.
  • أي خلاف يحصل بين المؤمنين بالوثيقة؛ يُردُّ إلى الله عز وجل، والرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-. 
  • كل من يخرج أو يدخل إلى المدينة المنورة آمنًا، إلا من دخل أو خرج وفي نيته الفساد في الأرض أو الظلم.
  • اليهود ينفقون مع المؤمنين في حالةِ القتال، ويبقى لهم دينهم ومواليهم وأنفسهم، ما لم يظلموا ويفسدون في الأرض.
  • يعتبر جميع اليهود من بني عوف أمّة مع المؤمنين، وبعض اليهود الآخرين لهم مثل ما لبني عوف ما لم يظلموا أو يفسدون، وهم بني حارث، وبني النجار، والشطيبة، وبني ساعدة، وبني الأوس، وبني جشم.
  • لا يخرج اليهود من المدينة  المنورة إلّا بإذن النبي -صلى الله عليه وسلم-. 
  • يتكفل و المسلمين نفقتهم، ويتكفل اليهود نفقتهم.
  • يتعاون المسلمون واليهود على حماية المدينة، وحماية الوثيقة، ونصر المظلوم.
  • يجب على اليهود الاتفاق مع المؤمنين ما داموا محاربين في فترة القتال، وينصرونهم في حالة الهجوم على المدينة المنورة، ويلبون في حالة الصلح.

نقض وثيقة المدينة 

لم يلتزم اليهود من أهل المدينة المنورة في بنود وثيقة المدينة، وقاموا بنقضها، وظهرت عداوتهم للمسلمين، ومن مظاهر نقضهم للوثيقة:

  • يهود بني قينقاع بعد فوز المسلمين في معركة بدر قاموا بشتّى أنواع الظلم والفساد في المدينة المنورة، وتم نفيهم و إجلائهم من المدينة لعدم استجابتهم وتوقفهم عن الظلم والفساد.
  • يهود بنو النضير لم يعاونوا المسلمين في دفع الدية لبني عامر بعد أن قتل عمرو بن أمية رجلين منهم
  • خطط يهود بنو النضير لقتل الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعد غزوة أحد، وأمر الرسول -عليه الصلاة والسلام- بإجلائهم من المدينة المنورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى