آيات تحريم الخمر
حدث تحريم الخمر في الإسلام بشكل تدريجي، وكانت الحكمة من ذلك هو أن الناس قد اعتادوا شربه لزمن طويل، لذلك مر تحريم الخمر في القرآن على ثلاثة مراحل رئيسية كالآتي:
المرحلة الأولى
حدثت المرحلة الأولى بعد انتهاء غزوة أحد، ونزلت الآيات الآتية التي وصفت شرب الخمر بالإثم الكبير: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}. [البقرة، آية ٢١٩]
المرحلة الثانية
منعت هذه المرحلة المسلمين من الصلاة وهم سكارى، مما يعني أنهم يجب أن يمتنعو عن الشرب لجزء كبير من اليوم في الآيات الآتية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا}. [النساء، آية ٤٣]
المرحلة الثالثة
نزلت أخيرًا الآيات التي حرمت شرب الخمر بشكل نهائي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}. [المائدة:٩٠ – ٩١]
أحاديث تحريم الخمر
وردت أيضًا أحاديث نبوية ذكرت حكم تحريم الخمر، مثل هذين الحديثين:
- {أنه سمِع رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ عامَ الفتحِ، وهو بمكةَ: {إنَّ اللهَ ورسولَه حرَّم بيعَ الخمرِ والمَيتةِ والخِنزيرِ، والأصنامِ}. فقيل: يا رسولَ اللهِ، أرأَيتَ شُحومَ المَيتةِ، فإنها يُطلى بها السفُنُ، ويُدهَنُ بها الجُلودُ، ويَستَصبِحُ بها الناسُ؟ فقال: {لا، هو حرامٌ}. ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِندَ ذلك: {قاتَل اللهُ اليهودَ إنَّ اللهَ لما حرَّم شُحومَها جمَلوه، ثم باعوه، فأكَلوا ثمنَه}}.
- {سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يخطبُ بالمدينةِ قال {يا أيها الناسُ! إنَّ اللهَ تعالى يعرضُ بالخمرِ. ولعل اللهَ سيُنزلُ فيها أمرًا. فمن كان عندَه منها شيٌء فليبعْهُ ولينتفع بهِ}. قال: فما لبثنا إلا يسيرًا حتى قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ {إنَّ اللهَ تعالى حرَّمَ الخمرَ. فمن أدركتْهُ هذهِ الآيةَ وعندَه منها شيٌء فلا يشرب ولا يَبِعْ}. قال: فاستقبل الناسُ بما كان عندَه منها. في طريقِ المدينةِ، فسفَكُوها}.
