مفهوم التجديد في الشعر العربي

ظهرت أول حركات التجديد في الشعر العربي في العصر العباسي بواسطة مجموعة من أشهر وأبدع شعراء العالم العربي مثل أبو النواس وبشار بن برد، وقاموا بتجديد الشكل، والموضوع، وخففوا من المفردات العربية الثقيلة.

مفهوم التجديد في الشعر العربي

يمكن تعريف التجديد في الشعر العربي على أنه خلق قواعد شعرية جديدة، ومبنية على قواعد وأسس جديدة ومبتكرة بدلًا من استخدام قواعد شعرية قديمة، ولكن بشرط أن يتماشى التجديد مع أصول الذائقة، دون أن يخل بأي قوانين ضمنية، وتتضمن أسباب تجديد الشعر:

  • التطور في الموضوعات المنتشرة في المجتمعات العربية؛ حيث ظهر الشعر السياسي، والاجتماعي، والنزعة القومية أو الإنسانية.
  • دخول الكثير من الألفاظ الغربية الجديدة على الألفاظ العربية بسبب دخول قبائل جديدة للإسلام.
  • تأثّر العرب بحياة الترَف والنِعَم، مع استخدام الشعر للتعبير عن هذا الترف.

مظاهر التجديد في الشعر العربي 

من مظاهر التجديد في الشعر العربي:

  • ميل الشعراء مع مرور الوقت لاستخدام البحور القصيرة ممن بها طرب، واستخدام البحور الطويلة في نهايتها.
  • انتشار أشعار المديح بشكل كبير، وأشعار الرثاء من أجل التودد إلى السلاطين والملوك، وبالمقابل كان الملوك والسلاطين يمنحون الكثير من الهدايا للشعراء.
  • انتشار الصيد بين القبائل العربية، واتخاذ الصيد هواية من قِبل الكثير من الأشخاص، والذي بدوره أدى لانتشار شعر يتغزل بالصيد، وهو شعر الطرديات.
  • استخدام الشعر للتغني في الملذات التي ظهرت في العصر العباسي مثل الخمور أو النبيذ، أو الرقص، أو الحفلات، أو المجون، والذي أُطلق عليه شعر الخمريات.
  • الشعر الغزلي تطوّر، وأصبح به الكثير من الفحش أو الوصف البذيء، وتخطى جميع حدود العفّة، وهذا في العصر العباسي.
  • كان أبو النواس أول من أظهر مفهوم البديع والمحسنات البلاغية بالشعر العربي.
  • التوجّه نحو تقليل العاطفة والتصوير في الشعر العربي، وزيادة القوافي الشعرية المتنوعة، والذي يُطلق عليه الشعر التعليمي.
  • شعر الهجاء أصبح أكثر جرأة، وكذلك شعر السخرية، والغزل، والشعر السياسي.

أمثلة على مظاهر التجديد في الشعر العربي 

من أبرز الأمثلة على التجديد في الشعر العربي:

  • في عصر الجاهلية كان الأعشى يصف مجالس الخمر والمجون التي لم تكن مشهورة عند العرب، بينما مع ظهور الإسلام بدأ الشعراء في تمجيد الله ونبيه -عليه الصلاة والسلام-، ويستخدمون الشعر للدعوة أيضًا.
  • بالعصر الأموي انقسم الشعر إلى شعر الترف والغناء، وشعر الفقر والبأس، وذلك بسبب انتشار الرخاء والثراء في بعض المجتمعات وليس في جميعها.
  • بالعصر العباسي أصبح الشعر أكثر ميلًا للأوزان القصير و المجزوءة؛ حيث أنها سهلة الغناء وعذبة، مما يناسب الترف والمقامات التي انتشت بالعصر العباسي، كما قام عبد الله بن هرون بن السميدع البصري باستحداث أوزان جديدة، ومن بعده تشجّع الشعراء على ابتكار الأوزان مثل أبو العتاهية.
  • بالأندلس قاموا بتطوير شعر الرثاء وتعزيزه بطريقة جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى