الحديث الحسن

قام الإمام الترمذي بتقسيم الأحاديث إلى 3 أقسام من حيث القبول والردّ: الحديث الصحيح، والحديث الحسن، والحديث الضعيف، ويعتبر الحديث الحسن في الدرجة الثانية من القوّة.

الحديث الحسن

الحديث الحسن هو الحديث النبوي الشريف الذي يرويه العدل خفيف الضبط، ويكون الحديث ذو سند متصل، وليس به أي شذوذ أو علّة، واتفق الفقهاء على أن الحديث الحسن حجّة يتم العمل به والاستنباط به.

يختلف الحديث الحسن عن الحديث الصحيح بأنه رواة الحديث الحسن أخفّ ضبطَا من رواة الحديث الصحيح؛ حيث أن رواة الحديث الصحيح يتم وصفهم في تمام الضبط، بينما بقية شروط الحديث الصحيح تكون موجودة في الحديث الحسن مثل اتصال السند، ولهذا يتم ترجيح الحديث الصحيح ويعتبر أقوى من الحديث الحسن.

أقسام الحديث الحسن

حسب علماء الفقه وعلماء الحديث النبوي ينقسم الحديث الحسن إلى قسمين، وذلك كما يلي:

الحسن لذاته 

ويعتبر أقوى من الحديث الحسن لغيره، وهو الحديث الذي يروى عن طريق آخر مثله او أقوى منه، ويصل في صحته إلى درجة الصحيح لغيره، 

وذلك مثل حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 

” عن أبي هريرة -رضي الله عنه-  أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  قال: “لولا أن أشُقَّ على أمَّتي، لأمرتهم بالسِّواك عند كلِّ صلاة”

الحسن لغيره

وهو الحديث الضعيف ضعفًا طفيفًا إذا تعددت طرقه، بشرط أن لا يكون ضعفه بسبب كذب الراوي أو فسقه، وذلك مثل الحديث الذي إسناده مستور ولكن لم تتحقق أهليته، وسمي بالحسن لغيره لأن حُسن الحديث لم يأتِ من السند نفسه؛ بل من انضمام غيره إليه، ولذلك يعتبر أضعف من الحديث الحسن لذاته.

وذلك مثل حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم – “قُلْنا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا حُرِّمَتِ الخَمرُ: إنَّ عندَنا خَمرًا ليتيمٍ لنا، فأَمَرنا فأَهْرَقْناها”

أمثلة على الحديث الحسن 

من الأمثلة على الحديث الحسن:

  • حديث يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 

“كفر بامرئ ادعى نسباً لا يعرفه أو جحده وإن دق”

  • حديث عمرو بن عوف المُزَنِي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: 

” الصُّلح جائز بين المسلمين إلّا صلحًا حرّم حلالًا، أو أحلّ حرامًا” 

  • حديث  عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه-  قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم-: 

“إنّي ممسك بحجزكم عن النار وتعلموني، تقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب، فأوشك أن أرسل حجزكم وأفرط لكم عن أو على الحوض، فتردون عليَّ معاً وأشتاتاً، فأعرفكم بأسمائكم وسيماكم، كما يعرف الرجل الغريبة من الإبل في إبله ويذهب بكم ذات الشمال، وأناشد فيكم ربّ العالمين عزّ وجلّ، فأقول: يا ربّ! رهطي، أي ربّ منّي “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى